-- هل تحقد علي الأغنياء ؟
-- نعم عزيزتي
-- الحقد يقتل ...
-- الفقر أيضاً
-- أنا لا آراكَ فقيراَ ، أنت غني بأفكارك وأخلاقك
-- هلا تركتِ هذا اللغو الذي يحشوا به رأسك عبر شاشات التليفزيون ومن فوق المنابر عزيزتي ؛ فبائع الحلوى والدخان لا يقنع بقليلٍ من الأفكار ليعطيني من حلواه ودخانه
-- آلا تعلم أن كل شيئ يحدث لسبب وأن كل شيئ بيد الله ؟!
-- عن أي إله تتحدثين ؟
-- وهل همُ كثرُ ؟!!
-- نعم! النقود إله ، البندقية إله ، الحاكم إله ، نهديكِ عزيزتي إله ...
-- يا إلهي! وهل تؤمن بكل هؤلاء ؟!
-- لا عزيزتي! أنا كافر بالجميع إلا نهديكِ إذا إرتجلا ...
-- أأنت شيوعي ؟
-- نعم وهل أملك بديل غير التمني ؟!
-- وهل الشيوعية مجرد تمني ؟
-- نعم عزيزتي! هي الجزرة التي ربطناها برؤوسنا طواعيةً وسنظل نطاردها أبداً دون توقف أو جدوى
-- لماذا دون جدوى ؟
-- لأن ما فسد في ملايين السنوات يحتاج لملايين أخري لإصلاحها ، لا أعتقد أن الأرض ستمهلنا كل هذه السنوات
-- الشيوعية هي فكرة مستحيلة إذن ؟
-- نعم ولكنها ايضا صرخة مكتومة ، قد تخرج بملء الحناجر فتصبح ثورة ...
-- إذن فهي مجدية! آلا ترى أن الثورات تغيير جذري ؟
-- أحيانا! ربما تغير نمط جيل أو عدة أجيال ولكن المصير دائما واحد ، حين يتم أحتوائها ودفعها في إتجاهات أخرى تأخذ دائما المسار الأولي
-- لماذا أنت شيوعي إذن إن كنت تراها غير ذات جدوى ؟!
-- البديل هو الفناء السريع ...
-- وكيف ذلك ؟
-- الشيوعية هي كلمة "لا" ! لا لن أنضم لبقية تروس الألة فتفنى روحي ، لا لن أريحكم وأستخدم وسيلتي للخلاص "حبل مشنقتي"
-- وما هو فناء الروح ؟
-- هو أن نعيش بلا شغف وبلا قدرة على الأنتحار
-- ولماذا بلا قدرة علي الأنتحار ؟
-- حتي تظل تدور تروس الألة
-- أظنني فهمت الأن! .. الحل إذن بسيط : لا تدور مع تروس الألة ، لا تكف عن الشيوعية ! - أقصد عن الصراخ - لو فعل الجميع كذلك فهو الخلاص
-- مازال لهذا الكون آلهة تحول دون ذلك وليس الجميع كافر بهم مثلي
أعجبتني الفكرة.. أسلوبك بسيط و رائع..استغللت الحوار احسن استغلال..
ردحذف