تخيل معي أنك خرجت ذات يوم في احدي المظاهرات يدفعك حب الوطن لتعبر عن غضب بداخك مكبوت نتيجة القهر لتعبر عنه بشكل سلمي في صورة هتاف : تحيا مصر ...
فتجد من يعتدي عليك بالضرب و الاهانة ، وعندما يظهر في المشهد رجل الجيش فتفرح كثيرا لانة وبلا شك سيخلصك من هؤلاء المعتدين والمنتهكين لحقوقك ، لتجد أنه و المعتدي يد واحدة في الإعتداء عليك ، ثم تجد نفسك في النيابة العسكرية متهما بالبلطجة ، وتعرض صورك علي شاشة التليفزيون الرسمي وأمامك أسلحة بيضاء ونارية لا تعرف من أين جاءت يقولون أنها ضبطت أثناء القبض عليك
علي الجانب الأخر نجد أسرة مصرية بسيطة مرعوبة مما يحدث في الشارع شاهدوا القليل منة بأنفسهم وسمعوا البقية من روايات يعلم الله وحدة مدي صحتها سواء من وسائل الميديا أو من روايات الرواة ، بالطبع فإن هذا المشهد سيطمئنهم قليلا ؛ فهاهي القوات المسلحة - درع الوطن - ستقضي علي هذه الظاهرة وعينها ساهرها علي حفظ الأمن في الشارع
نعم سيطمئنون قليلا وسيستنكرون ظاهرة البلطجة وسيؤكدون علي صحة ما يروه بالتأكيد فهو علي التليفزيون الرسمي ويتصدر المشهد القوات المسلحة لا النظام البائد الظالم الكاذب ، كما أن الاجرام سيقفز من عين هؤلاء البلطجية ؛ إنهم ولا شك بلطجية أثمين.
إلي أن تحدث المفاجأة ...
أنة "علي" !!! ماذا ؟!! نعم انة "علي" ابن هذة الاسرة ، الممثل الشاب ، الثائر ضد الظلم والمعتصم بميدان التحرير ، هنا تصدم الاسرة عدة صدمات :
1 - إبنهم امام المحكمة العسكرية بتهمة البلطجة ينتظر في خلال اقل من أيام حكم مشدد قد يصل الي 7 سنوات
2 - التليفزيون المصري مازال يكذب
3 - الجيش المصري متورط في تعذيب الثوار
4 - الجيش المصري يكذب
5 - مازال خوفهم من الانفلات الامني قائم فمن يقبض عليهم ليسوا بلطجية
هذا مشهد لحادثة حدثت فعلا - مضاف الية قصة تخيلية لاسرة "علي" وهي تشاهد صورة ابنها المقبوض علية بتهمة البلطجة - تستطيع أن تقرأها في مدونة "ماعت" تحت عنوان : علي صبحي " البلطجي " الجدع بتاريخ 14 مارس 2011
اللافت جدا للنظر أنة لولا أن "علي" شبة مشهور لكان ضاع في خضم بحر المحاكمات العسكرية والتي راح ضحيتها الألاف ، فالمتهم يحاكم سريعا في ظروف لا تصلح لمحاكمة نزيهة كما رأينا ويصدر الحكم بصورة اسرع ، في أقل من أيام وبدون الحق في من أدانتهم المحاكم العسكرية الاستئناف امام محاكم اعلي
- الحقوق في بلدنا مازالت مرتبطة بمدي شهرة المتهم ، تري كم مدان في محاكمات عسكرية كان "نكرة" وهم الاغلبية العظمي من المحاكمين عسكريا ولا يشكلوا أهمية الا لدي ذوويهم ؟!
- الحقوق في بلدنا مازالت مرتبطة بعلامات الفقر والغني فلو بدا فقيرا بسيطا وعلي وجهه علامات الزمن القاسي جدا علي الفقراء فهو بلطجي لا محالة ، تري كم مدان في محاكمات عسكرية كان اثبات تهمة البلطجة علية هو مظهرة الذي يوحي بذلك ؟!
- الحقوق في بلدنا مرتبطة دائما بمدي قدرتك علي الحشد ودليلي علي ذلك ما حدث اليوم أمام س 28 فيما يخص حسام الحملاوي وريم ماجد ونبيل شرف الدين ، تري كم مدان في محاكمات عسكرية أضعنا حقوقهم بتناسيهم ؟! هل تتذكرون مايكل نبيل ؟!
- الحقوق في بلدنا مرتبطة دائما بتأثير الرأي العام الدولي ، والا كان مبارك اول المحاكمين عسكريا لا ألاف المدنيين الذين لا يهم الرأي العام العالمي محاكتهمم عسكريا
الحل بسيط في نظري " لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين " فمن حقهم أن يحاكموا أمام قاضيهم الطبيعي بشكل يضمن كافة حقوقهم جناة كانوا أو أبرياء فالقضاء هو من يقول كلمتة الأخيرة لا قضاء عسكري معين من قبل وزير الدفاع و يتشكل من ضباط عسكريين يتم تغييرهم كل سنتين
إن كنا ننادي بإستقلال القضاء ونستميت علية لكي نضمن نزاهة المحاكمات وضمان حقوق المتهمين ونقصد القضاء المدني ، فما بالك بقضاء نحن نعلم علم اليقين أنة ليس قضاء مستقلا وتبعيتة للسلطة التنفيذية "وزير الدفاع" ، مرة أخيرة لا للمحاكات العسكرية للمدنيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق