لا أعرف حتي الأن هل ما سأكتبه في هذه الرسالة يستطيع أن يصف ما شاهدته اليوم وأمس في تظاهرة أهالي شهداء ومصابي الثورة أم لا ؟ ، وإن كنت أشك في ذلك ؛ فالمشهد كان محزن إلي أبعد ما كنت أتصور ، حتي انني تعجبت وأنا الذي أصنف نفسي صلب المشاعر بكيت كطفل صغير ولم أستطع أن أقهر دموعي حتي أمام الناس.
عشرات من أهالي شهداء الثورة ، ومن مصابيها تجمعوا أمام مبني ماسبيرو للتظاهر أو قل للصراخ ، صراخ ألم من فقد الأبن وحتي الأن قاتلية مازالت علي محاكمتهم جدل كبير ، صراخ غضب من فقد الأخ ومازال البعض من مرضي النفوس ينعتهم بالبلطجية ، صراخ طفل لا يدري ماذا يحدث ولا يهتم ولكنة يريد أبية ، صراخ أب فقد أبنتة ولا يدري إلي الأن بأي ذنب قتلت ؟
وإن كنت أصف مشهد أهالي الشهداء والمصابين بالمؤلم ، فالنظرات في عيونهم تحكي كل شئ ، تسأل عشرات الأسئلة :
هل نسيتم من مات من أجل أن تعيشوا دون ذل ، مرفوعي الرأس ؟
ألا نستحق التضامن منكم من أجل دماء أبنائنا التي سالت عنكم ؟
أين الثوار ؟
لماذا نقف وحدنا للمطالبة بالقصاص ؟
ألم تقولوا أن أبنائنا هم فخر هذا الوطن ومن مات فداءا عنكم ؟ أين أنتم ؟
للأسف لم يجيب أحد هذة التساؤلات في أعينهم ؛ لم يكن هناك أحدا ليجيب ، فالعدد يكاد يقتصر عليهم ، هم من يهتف ومن يصرخ ومن يبكي ومن يحزن ومن يهان أيضا مرة أخري علي يد من قتل أبنائهم ، إنهم يموتون كل يوم حين يأتي أحد أصحاب الياقات البيضاء ويصف أبنائهم الشهداء بالبلطجية ، حين يرون الرعونة في محاكمة قتلة أبنائهم ، يموتون كل يوم حين يشعرون أنهم وحدهم من دون احد يساندهم في قضيتهم
يا اخوتي! الفرصة لم تفت بعد ، مازالت أمامكم الفرصة لتكسبوا أحترام أنفسكم ، مازلت قائمة لتشاركوا في كفكفة دموع أم من أمهات الشهداء ، مازالت قائمة لكي تطالبوا بحقوككم ، نعم حقوككم أنتم !! فكل نقطة دم سالت في شوارع مصر هي دمائكم أنتم وسالت من أجلكم انتم ، تضامنوا معهم أعزكم الله ، مازلوا هناك أمام ماسبيرو ينشدون تضامنكم من أجل دماء أبنائهم فلا تخذلوهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق