الصفحات

الاثنين، أبريل 25، 2011

رسالة من أم الثورات تونس


هذة رسالة من أم الثورات تونس إلي أم الدنيا مصر كما جاءت علي لسان أحد مدونيها ، رسالة عتاب يدفعه الحب ، و رجاء بالدعم الذي يحتاجون إليه و يستحقونه ، فكما دعمونا يجب ان ندعمهم الأن

نص الرسالة كما جاءت في مدونة تونسي و أفتخر



أما بعد فهذا رجاء للثوار المصريين للبر بثورتهم الام
كما يهرول سارقو ثورتنا للغرب مستجدين الدعم لوأد ثورتنا فإني اكتب هذه التدوينة راجيا دعم الثوار العرب فإحدى مطالب الثورة كان الإستقلال الحقيقي وعودة تونس إلا حاضنتها العربية  
   
العتاب : 
 في البداية أود أن أسأل المدونين المصريين بكل لطف: كم من تدوينة كتبتم عن تقدم الثورة التونسية بعد الخامس والعشرين من يناير؟
إذا استثنينا تلك التي كنتم تقارنون فيها بين مسار الثورتين قصد تحفيز الثوار المصريين  فالعدد قليل جدا مقارنة بما كان قبل إندلاع الثورة المصرية، في المقابل حين كانت الثورة التونسية وليدة كان ثوار تونس يدعمون الثوار المصريين بوسائل تخطي الحجب لخبرتنا في التعامل مع الحجب و نصائح لتقليل مفعول القنابل المسيلة للدموع، ومع تأجج الثورة المصرية تحولت عدسات كل وسائل الإعلام إلى ميدان التحرير متناسين الثورة الوليدة، حتى وسم سيدي بوزيد على تويتر أصبح يعطي أخبار الثورة المصرية عوضا عن الثورة التونسية.
لا أقصد أبدا المن فنحن لم نفعل إلا واجبنا ولا نخفيكم سرا اننا كنا نشعر بالإنتشاء كلما تردد صدى ثورتنا في قطر عربي، لكن صراحة غير الشكر بالقول فإني أرى المصريين لم يوفوا حق الثورة التونسية عليهم، قد يكون ظنا منهم أن الثورة التونسية قد اكتملت وهذا عذر أقبح من ذنب يدل انكم لا تتابعون أخبار ثورتكم الام

اليكم إذا تذكير سريع : 

1. بن علي لم يحاكم، هذه تعرفونها لأن  أخبار الوكالات عن تونس اقتصرت على الحالة الصحية لبن علي 
2. وزراء بن علي وقيادات التجمع ينشؤون أحزابا جديدة 
3. إصدار قانون إنتخابي يعزز حظوظ الأحزاب الوليدة على حساب المستقلين   
4. إقالة وزير الداخلية الذي حاول إصلاح الوزارة وتعويضه بوزير من رجالات بن علي أعاد القمع البوليسي 
5. إحباط إعتصام القصبة الثالث بالقوة  وسجن مراهقين
6. القناصة الذين قتلوا أكثر من مئتي شهيد لا يزالون احرارا 
7.  محاكمة عماد الطرابلسي صهر بن علي وأكبر رموز الفساد بتهمة تعاطي مخذرات 
8. معارضة الحكومة لإقصاء قيادات التجمع من الحياة السياسية 
9. تأجيج الإعلام التونسي للجدل بين الإسلامين والعلمانيين للتغطية على إستحقاقات الثورة
10. محاولة رئيس مجلس حماية الثورة فرض ايديولجيته للإنتقال الديمقراطي على طريقة العلمانية الفرنسية المتطرفة 

وأسباب هذا التردي تعود أساسا :

1. كون رئيس الدولة هو رئيس برلمان بن علي الذي كان يحرف الدستور في كل مرة للتمديد لبن علي 
2. رئيس الوزراء أيضا من حزب التجمع فكيف يقصي رفاقه 
3. الإعلام الخاص في تونس يملكه أصهار بن علي  
4. القضاء التونسي غير مستقل
5. غياب هيكل يجمع شباب الثورة التونسية على غرار ثوار 25 يناير
المزيد من الأسباب في هذه التدوينة حكومة السبسي، سياسة الأمر الواقع وجس النبض

الرجاء :
قد يكون لسان حال القارء المصري وما عسانا نفعل للثورة المضادة في تونس،
اعتبروا ثورتنا لم تندلع بعد وواصلوا الدعم الاعلامي، فنحن بأمس الحاجة لأي دعم مهما كان حجمه، فإن كنتم تعتبرون الإعلام المصري سيئا فلكم أن تتخيلوا أن الإعلام التونسي في أدنى دركات السوء فنحن ليس لنا لا إبراهيم عيسى ولا حمدي قنديل، بل عندنا صحافة صفراء انتقلت بقدرة قادر من وصف معارضي بن علي بالخيانة إلى إتهام زوجة بن علي بالعهر. والجزيرة التي كانت متنفسنا الوحيد انشغلت ببقية الثورات العربية.
بالإضافة إلى التفوق الإعلامي فصراحة الحياة السياسية في مصر أكثر ثراء والمصريون أكثر حنكة في التعامل مع أساليب التمييع فالتأجيج  الإعلامي المفتعل للجدل  بين الإسلامين والعلمانين آتى أكله لشق صف الثوار إلا من رحم ربي من القلة الذين ترفعوا عن خلافاتهم الإيديولوجية في سبيل تحقيق الحرية للجميع على غرار المدون عزيز عمامي الذي أهنئه بمناسبة خطوبته الليلة والتي كاد الأمن التونسي أن يعكرها حين إعتقل رفاقه المشاركين في مظاهرات اليوم قبل إطلاق سراحهم في حالة رثة،
بإختصار نحن بأمس الحاجة لأي دعم وأترك لكم حرية الابداع كعادتكم لتبروا أم الثورات. 

---------------------------------------------------------------------------------------------------------


تعقيب و رد علي الرسالة
اخي الكريم تحية من مصر و بعد ،
لك كل الحق و لكم منا كل اعزاز و اعتراف بالجميل و لكن ...
شغلنا فقط تدافع الاحداث السريع في مصر ، فليست ثورة تونس فقط من لها أعداء يكيدون لها المكائد ؛ فكذلك ثورة مصر أيضا.
نعترف بالتقصير و لكن ...
قلة ما يصلنا من أخبار عنكم نعم ليس عذرا و لكنة معرقل.
في الاخير ...
ارجو ان تكون مبادرتك الكريمة تلك عهد جديد من التواصل بيننا ، ليدعم احدنا الاخر.
تحياتي.

الخميس، أبريل 21، 2011

الطائفية! ذلك الصداع الذي ينخر في روؤسنا



كان ميدان التحرير هو الوطن الذي تمنيناه ، وطن لا يفرق ما بين مسلم أو مسيحي أو بهائي أو ملحد ، لا يفرق ما بين رجل أو إمرأه أو شاب أو شيخ ، غني أو فقير ، كان الكل سواء يجمعهم حب الوطن ، خرجنا من الميدان يغمرنا هذا الإحساس و ودعنا العنصرية من قلوبنا و من شوارعنا بلا رجعة ، لقد أعدنا صياغة مصر من جديد ، مصر للجميع ، مصر للمصريين

و لكن سرعان ما أكتشفنا أن مشاكل عقود لا تحل في اسابيع ، سرعان ما أكتشفنا أن هناك أفكار عنصرية و طائفية بداخلنا ، تجلت في صول و قنا و المنيا ، رأيناها بعيوننا ثم أدرنا وجوهنا و قلنا لم نري شيئاً ، كيف سأحاول حل مشاكل لا أعترف بوجودها ؟! ، نعم ما حدث في صول هو الطائفية بشحمها و عظمها ، و ما يحدث الأن في قنا و المنيا كذلك أيضا ، أرجوكم لا تبرروا ، أرجوكم لا تدعوا الغباء و لا تفترضوه فينا ، تؤرقنا هذه المحنة مثلكم ، و لكن كي نجد حل يجب أن نعترف بالمشكلة

و لكي نعرف ما يحدث قنا ، فأنا أدعوكم لقراءة الأحداث كما رأها الزميل محمد الأنصاري ثم نقلها علي تويتر و من ثم علي مدونته عصير دماغي ، تحت عنوان " كنت هناك : لماذا يرفض أهل قنا المحافظ الجديد؟ "

لن أتحدث هنا عن طريقة اختيار المحافظين " اللولبية " ولا عن كوتة الاقباط " العجيبة " في قنا فهذا شأنٌ أخر ، و لكن سأتحدث عن طريقة القائمين علي الحكم في حل المشكلة ، لقد أوفدوا الشيخ حسان و الدكتور صفوت حجازي " صاحبا إنجاز صول بتصريحاتهما المستفزة جدا للأقباط في حل الأزمة " و الاستاذ مصطفي بكري " الذي يتردد اسمه بقوة كأحد أطراف الازمة ، و الله أعلم "

لا أدري كيف يكون الحل الأن ؟ فالمشكلة ازدادت سوادا و تيها :

  •  فلو أقيل المحافظ المسيحي و عين أخر مسلم ، سيكون ذلك رضوخا لمطالبات باطلة " كهتافات عايزينه مسلم "
  • و لو ترك المحافظ المسيحي سيكون تأكيد علي أحقيتة بالمنصب و أنا لا أراه شخصيا يستحق المنصب ولا أختياره له كان قرار سليم في الاصل ، ناهيك عن عناد الصعايدة و احتمالات التصعيد التي هددوا بها
  • و إن علق الامر و بقي علي ما هو عليه ، ستتضرر المحافظه ضررا بالغا يوما بعد الاخر
  • و إذا فض الإعتصام بالقوة " كما حدث مرات عدة " فلا ضامن لما قد يفعله الصعايدة هناك ، فكلنا يعلم أنهم ليسوا مثل معتصمي التحرير الذين يُنتهكون كل مرة و يصمتون 
  • ربما كانت إقالتة و تعيين أخر مسيحي كفء لا مرجعية أمنية أو عسكريه له قد تفيد ، ثم بعد ذلك يطبق القانون بحزم علي كل المخالفين و الله أعلم!

أما ما يحدث في المنيا فملتبس حتي الأن ، و تضاربت فيه الأقوال و الشهادات ، و لكن مؤكد أنها كانت مشكلة بين طرفين احدهما مسيحي و الأخر مسلم و تحولت إلي مشهد طائفي بغيض ، كل طرف له أنصار من دينه بغض النظر عن اسباب المشكله و محاولة تهدئتها ، فإذا ضرب مسيحي مسلم يثور كل المسلمين و إذا ضرب مسلم مسيحي يثور كل المسيحين ، لماذا كل مشكلة ما بين مسلم و مسيحي - بعيدة كل البعد عن الدين - تتحول إلي مشكلة طائفية ، و لماذا لا يحاول المصريين وأد المشكلة قبل تفاقمها ؟!

حسنا دعونا من قنا و المنيا الان ، فما هما الا مشهدين من مشاهد الطائفية التي رأينا منها المئات ، منها ما ظهر في وسائل الاعلام أما الكثير فلم يظهر ، دعونا نتحدث عن قلب و عقل هذه المشاهد : الطائفــــــــية

دعونا ننبذ كل أشكال الطائفية في مصر و نمحو أسبابها و نهاجمها بأسلحة فعالة و ليس بمسكنات لا تجدي ، دعونا نتحدث بحرية مطلقة حتي نستطيع ان نجد حلولا قاطعة لهذه المشكله دعونا نتحدث حتي ننهي الطائفية و القبلية ايضا

المواطنة الغائبة :
المواطنة هي أن يكون كل أبناء الوطن الواحد متساوون في الحقوق و الواجبات دون تمييز بسبب الدين أو العرق أو الجنس أو اي تمييز كان ، و هذا منصوص عليه في الدستور و لكن ....

الدستور أيضا ينص ان مبادئ الشريعة الأسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ، و هناك شبة أتفاق بين العلماء انة لا يصح أن يتولي غير المسلم أو المرأه منصب رئيس الجمهورية

القانون أيضا يفرق بين المصريين حسب ديانتهم ، مثلما كان يحدث مع البهائيين بعدم استخراج اوراق رسمية لهم لرفضهم أثبات ديانة أخري غير ديانتهم البهائيه في الاوراق و التي اخيرا حلت بوضع " شرطه " " - " في خانة الديانه و هو حكم ظالم أيضا و لكن نصف العمي أفضل من العمي كله.
كما أن حكم " الزام الكنيسة لمنح تصريح الزواج الثاني " الذي رفضه الاقباط  يجبرهم علي اتباع الشريعة الاسلاميه في الاحوال الشخصية بغض النظر عن شرائعهم الخاصه ، و ان كنا نتحدث عن العدل و المساواه فأنا مع قانون واحد ينظم الاحوال الشخصيه و لكن هل يكون هذا القانون حسب الشريعه الاسلاميه ؟!!!!!!!!
حسنا نحن نعلم اذن ان اصدار قانون مدني موحد للاحوال الشخصية لن يكون ، و لن يحتكم المسلمون في احوالهم الشخصية الا للشريعة الاسلاميه ، اذن فمن العدل ان يحتكم كل دين الي ما جاء في شرائعه في الاحوال الشخصية

أما عن الوظائف العامة في الدوله فحدث ولا حرج عن الأقصاء و التهميش لغير المسلمين و النساء ، و التهميش المتعمد أيضا لابناء سيناء و النوبة ، هل هذه هي المواطنــــــــة ؟!

الأمية الفكرية :
دعونا نعترف ان الأمية لها نصيب الأسد في كل هذه المشاكل و معظم المشاكل الاخري ، فحينما يظلم عقل الانسان بالجهل يكون لقمة سائغه لمثل هذه الافكار الهادمة للتمدن و الحضاره ، و ان كنا نتحدث عن نسبة تصل الي 38 % في القراءة فلا يمكننا ان نهمل نسبة اخري تصل الي ضعف هذه النسبه تسمي بالامية الفكرية.
تجلت هذه النسبة واضحة في الاستفتاء الاخير علي التعديلات الدستورية ، ولا أنسي دكتور الجامعة المحترم الذي دعا الناس إلي التصويت بنعم حرصا علي الماده الثانية من الدستور
أما عن هذه الاميه الفكرية و من اين جاءت ؟! فأبحث عن نظام التعليم لدينا القائم علي " الصم " دون التفكير ، و التلقي دون المشاركة ، أبحث أيضا عن وسائل الأعلام المختلفة و ما تعرضة ، أبحث أيضا عن أنصاف المثقفين الذين يألههم الناس ، أبحث عن دور الدوله في القري و النجوع الذي لا يتعدي " الصفر " ، كذلك بعض مؤسسات المجتمع المدني التي لا تعرف من مصر غير القاهره و الجيزه و الاسكندريه


سيادة القانون :
حينما تحدث مثل هذه الاحداث نجد مئات من جلسات الصلح العرفية ، و مئات التبريرات الغير مقنعة اشهرها أن مرتكبها " مختل عقلي " و انها أحداث فردية و انها مؤامرات خارجية ، ناهيك عن المحاولات العنيفة للتعتيم ، و في الغالب يضيع العدل و تضيع هيبة القانون " الغير مفعل " ، ألا تعتقدون أيها السادة ان غياب القانون في مثل هذه الاحداث سيجعلها تتكرر يوميا ، و لما لا و قد مر المخطئون دون عقاب ، و كيف سيكون أحساس من وقع عليهم ظلم دون ان يُقتص من المجرم ، و كيف سيكون شعورة تجاة وطنة بعد ذلك ؟! وتجاة الاخر ؟!


الخطاب الديني :
عجيب أن نري دولة تحبس أصحاب الرأي ولا تمس من يحض الناس علي الكراهية و نبذ الأخر بإسم الدين ، أيها السادة آما آن الاوان لمثل هذه القوانين التي تجرم التحريض علي الكره و العنف ؟!
أيضا أين دور المؤسسات الدينية الرسمية كالأزهر و الكنيسة و التي لها أفكار مستنيرة وسطية في مواجهة هذة الأفكار الهادمة ، أم إنهم أيضا مخترقون بالألاف من أصحاب هذه الأفكار ؟!
لدينا مئات من الفضائيات و المواقع التي تحرض علي الطائفية من كافة الأتجاهات ، لماذا لا نواجههم بقوة القانون " دور الدولة " ، و لماذا لا نواجههم بالأفكار " دور المؤسسات الدينية " ؟!

السياسة و الدين :
يستخدم البعض الدين لتحقيق مكاسب سياسية ، دون النظر إلي مصلحة هذا الوطن الذي قد تشطرة مثل هذه الممارسات و تفتت وحدة صفة ، و بالتالي تعلو النعرات الطائفية و القبلية ، نعم سعدت كثيرا بقانون الأحزاب الجديد لانة صريح في هذه الناحية ، ولكن السؤال : من يضبط تلك الممارسات التي تحدث في الشارع و علي منابر المساجد و الكنائس ؟! و كيف يفرق البسطاء بين نقدي لرأي سياسي ، لرجل يستخدم الخطاب الديني في طرح رأية السياسي و بين نقدي للدين ؟!

المشاريع القومية :
حينما يتوحد المصريين حول هدف سامي و مشروع قومي فالنتيجة المؤكدة هي أختفاء الطائفية ، رأينا ذلك في ميدان التحرير و لمسناه ، نحتاج الان الي مشروع قومي كبير ، يكون ميدان تحرير أخر ، يتفق الكل فية علي البناء من أجل مصر ، كلنا نحبها و كلنا نتمني بنائها ، لماذا ليس لدينا مشروع قومي نحن المصريين ؟! دعونا نبدأ ، نفكر ثم نناقش ثم نتفق ثم نخطط ثم نطرح ثم نبني ، مشروع تلو الاخر ، دعونا نستغل هذا الانجراف الثوري الشعبي في البناء و في نفس الوقت ايجاد قضية قومية يلتف حولها المصريين جميعا ، قضية تجعلنا ننصهر جميعا ، احدنا في الاخر ، قضية أكبر من قضية " كاميليا شحاتة "

الإنصهار الأجتماعي :
حين يتحقق جميع ما سبق ربما نتلافي ظاهرة التقوقع الأجتماعي ، و الانغلاق الطائفي ، وهي ظاهرة موجودة بقوة و في فكر الكثيرين منا ، احيانا بشكل عفوي و احيانا عمدي ، ربما نستطيع أن نقبل أحدنا الأخر ، و نعرف انة " لا يعض " و نجد المصريين منصهرين في كل مدرسة و جامعة و شارع و حي دون تكتلات دينية أو قبلية

الجمعة، أبريل 15، 2011

التعريفة الجمركية علي الأفكار



كتب الأستاذ بلال فضل فيما يخص مايكل نبيل هذه الفقره :


- أؤمن بضرورة أن يكون على الكلام جمرك، وأرفض الحرية التى لا تتحلى بالمسؤولية، ولذلك لم أتعاطف مع المدون مايكل نبيل الذى قام بعمل حملة على الإنترنت لإلغاء التجنيد الإلزامى، ومارس علاقات مشبوهة مع إسرائيل من بينها دعوته الحكومة الإسرائيلية لمساندة الثورة المصرية وهو ما تم استخدامه فى تشويه الثورة شعبيا مما يجعله فى نظرى يتساوى فى حجم الجُرم مع أبطال موقعة الجمل، ومع ذلك أرفض محاكمته عسكريا والحكم عليه بثلاث سنوات سجنا، فقد أعطاه ذلك بطولة لا يستحقها، وأعتقد أنه لو كان قد أحيل إلى محاكمة مدنية عادلة لنال جزاءً أقسى بكثير، أو هكذا كنت أتمنى، على الأقل لكى لا يضطر للتضامن معه أناس مثلى يرفضون محاكمة أصحاب الرأى عسكريا ولو كان رأيا يرفضونه.


اعلم علم لا يصل إلي اليقين أن الأستاذ بلال قصد بهذه الجمله تحديداً "  أؤمن بضرورة أن يكون على الكلام جمرك " من يقومون بالتحريض أو التشهيير و ما إلي ذلك دون أن يطالهم القانون و ذلك لسبب أو لآخر ، و ليس أصحاب الرأي أو الأفكار ؛ فالأفكار ما كانت أبداً مجالاً لفرض الجمارك و الضرائب في بلاد تحترم الحريات و الأفكار و إن كنت أتعجب أن تكون هذه الجملة عنواناً لهذة الفقره التي تتحدث عن المدون مايكل نبيل و قضيتة و التي هي من الدرحة الأولي قضية رأي ؛ إذن فالقياس خاطئ من الأساس.


ثم يحدثنا بعد ذلك الأستاذ بلال عن عدم تعاطفة مع قضيتة - و هذا حقة - و أوضح أسبابة في الأتي :

  • قام بعمل حملة على الإنترنت لإلغاء التجنيد الإلزامى
  • مارس علاقات مشبوهة مع إسرائيل من بينها دعوته الحكومة الإسرائيلية لمساندة الثورة المصرية وهو ما تم استخدامه فى تشويه الثورة شعبيا مما يجعله فى نظرى يتساوى فى حجم الجُرم مع أبطال موقعة الجمل
ولا أخفي أنني حزنت أن تكون هذه هي اسباب كاتب كبير كالأستاذ بلال فضل ، و لكن في النهايه هذا حقه ؛ فليس علي الأفكار جمرك ، و لكن إذا ما نظرنا إلي هذه الأسباب نظرة موضوعية مجردة ، نجد أن السبب الأول و هو حملة مايكل ضد التجنيد الإجباري ليس نشاطأ يعاقب عليه القانون فهذا رأية و نظرتة الحقوقيه البحتة في هذا الشأن و يؤيده عدد كبير من المصريين سواء من خلال حركته ، أو عن قناعة شخصية لا ترتقي إلي الإعلان.

أما السبب الثاني و هو كما قال الأستاذ بلال ممارسة علاقات مشبوهة مع إسرائيل ، فهذا يوقع الأستاذ بلال نفسه تحت طائلة القانون ، و ينطبق عليه إيمانه هو نفسه بأن يكون علي الكلام جمرك ، فهذا إتهام صريح بالخيانة و هو أيضا مردود عليه إذا ما اعملنا عقولنا قليلاً كما يدعونا دائما الأستاذ بلال ، فالعلاقات المشبوهة لا تكون معلنة هذا الإعلان الصريح علي صفحات الجرائد و الإنترنت و شاشات التليفزيون ، أليس كذلك ؟!

ثم قام الأستاذ بلال بربط هذه العلاقات المشبوهة - علي حد قوله - بإستخدام البعض لهذه العلاقات في تشويه الثورة ، ولا أذكر هنا أن هناك شيئ واحد قمنا به أثناء الثورة إلا و استخدمه النظام السابق و أنصاره لتشويه الثورة ، فهل كلنا متساوون في حجم الجُرم مع أبطال موقعة الجمل ؟!

و الغريب أيضا أن الأستاذ بلال و من قبله اللواء إسماعيل عتمان ، عندما تحدثا عن مايكل لم يذكرا نصوص الإتهامات الموجهة ضده و هي :
  • إهانة المؤسسة العسكرية
  • نشر معلومات كاذبة
  • تكدير الأمن العام
بل حدثانا عن علاقتة المشبوهة بإسرائيل ، و حملته ضد التجنيد الإجباري ، و السبب واضح و ذلك من وجهة نظري ؛ كي يفضا من حوله اي إلتفاف شعبي ، و أعتقد - و هذا في نظري أيضا و الله أعلم - أنهما كانا يتمنيان أن يقولاها صريحة " أنه ملـــــــــحد " و لكن منعهما الحياء. أساليب مرفوضة جملة و تفصيلا ، وإن كنت قد تعرضت  للحملة التي شنت علي الأستاذ بلال في محاوله لتشويهة لمجرد إبداء الرأي ، فأنا ارفض عليه الأن أن يفعل ذلك هو الآخر.

في الأخير يتفق الأستاذ بلال معي و مع الكثيرين في رفضه لمحاكمة مايكل عسكرياً ، ولا أدري الأسباب هنا صراحة حتي أكون منصفاً ، هل هي حتي لا يحكم عليه بثلاث سنوات فقط ؟! ، و ليس كما نعتقد نحن أنها محاكمات ظالمة من كل النواحي ولا تتفق مع حقوق المدنيين ؟! أم ماذا ؟

فالأستاذ بلال يعتقد أن محاكمته مدنيا ستنزع عنه صفة البطولة و تفض هذا الإلتفاف حوله ممن يرون ظلم محاكمة المدنيين عسكرياً ، فضلاً عن أن محاكمتة مدنيا ستحكم عليه بحكم أقسي - أو هكذا تمني علي حد تعبيره - ولا أعرف حتي أكون منصفاً أيضاً ماذا يعرف الأستاذ بلال عن القانون المدني ؟! ، و لكنه قطع علينا حيرتنا فقال أنها مجرد أمنــــــــية " لا أدري لماذا تذكرت وجه أحد الأصدقاء المغطي بالدماء يوم الجمعة الدامي حينما قرأت ما كان يتمناه الأستاذ بلال ، و بعدها وجه الفنانة سماح أنور "

كما قلت مسبقا احترم جدا الأستاذ بلال فضل و اتفق معة في الكثير من الأفكار و اختلف بطبيعة الحال ، و كانت هذه الفقره التي كتبها تحت عنوان " رؤوس اصطباحات " بجريدة المصري اليوم واحدة من هذه الافكار التي اختلف معها و بشدة ، ولكن الأختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، هكذا تعلمت و هكذا أتمني .



الاثنين، أبريل 11، 2011

الديكتاتوريون الجدد!


بقت الكلمة الشهيرة في اي مناقشه بين اتنين ما يعرفوش بعض اليومين دوول : " علي فكره انا شاركت في الثوره "، كحمايه لنفسه بشكل احترازي من التخوين او اتهامه انه فل من فلول الحزب الوطني او احد اشكال الثورة المضاده او حتي احد اعضاء حزب الكنبه ، خصوصا لو الشخص ده له رأي مخالف لا سمح الله ، ده الشكل الغالب ما بين الناس العاديين ، يعني مش المشاهير و الكتاب و النشطاء و المدونين بأختصار مش من النخبه

أما بالنسبه للنخبه بقي فالموضوع أنيل ، بقي كل اللي يقول او يكتب رأي مخالف لرأيهم " اللي هو الرأي الوحيد الصح من وجهة نظرهم " و كل همه من اللي بيقوله او بيكتبه مصلحة البلد ، بقي خلاص باع القضيه ، و يطلع حمار و مبيفهمش سياسه ، و منافق للسلطه ، او بيخون البلد و تبدأ حمله عليه بكل الطرق و اغلبها قذره لتشويهه و تسفيه رأيه و احيانا اغتياله جماهريا

و النتيجه طبعا يبقي عبره لكل حد يتجرأ و يقول رأي مخالف لرأيهم ، و هنا الاقي ناس ساذجه تقولي ده كويس ، ما احنا عايزين اتفاق شعبي مش عايزين اختلاف ، لا يا حبيبي مش ده الاتفاق الشعبي اللي احنا عايزينه ، احنا عايزين كلنا نتناقش ، نتحاور ، نختلف في الرأي اختلاف صحي مش همجي ، و ده الطريقه الوحيده اللي ممكن نوصل عن طريقها لاتفاق شعبي يفيد فعلا ؛ لان هيبقي عندنا الصوره كلها واضحه ، مش ابص للصوره من ناحيه واحده بس

كلنا تقريبا بنحب البلد ، و كلنا تقريبا اهدافنا واحده ، الاختلاف بس في الوسيله اللي توصلنا للهدف ده ، و طرح كل الوسائل دي و الاراء دي هو افضل بالتأكيد لينا كلنا عشان نبقي متأكدين اننا وصلنا للوسيله الافضل

تعالوا بقي نتفرج علي شكل المناقشات دي علي تويتر

 ساعات بتبقي الاتهامات متبادله و بنفس الطريقه و بين اتنين نخبه " عجباني نخبه دي "  و ده انا شفته بين اتنين منهم ، تلاقي ده بيشتم ده ، و ده بيخون ده و تلاقي الجوجل سيرش اشتغل ، و تلاقي الفضايح اشتغلت من الناحيتين ، و مجتمع التويتر مليان من ده ، و الغلابه اللي زي حالاتنا " اللي مش نخبه الحمد لله " قاعدين يضربوا كف علي كف ، و رافعين حواجبهم ع الاخر ، و احيانا فطسانين من الضحك

و طبعا لكل فريق من الاتنين جيش طويل عريض من الفولورز بيدفعوا عن معسكرهم بإستماته ، ما احنا مش هننسي اننا لسه بنعاني مش مشكله التآليه ، و لا عزاء للموضوعيه و الحياديه و تحكيم العقل ، و فجأه تلاقي كل فريق بيحشد الجماهير و تدق الطبول و تعلو الصيحات : " الله! ده بيشتم الاستاذ ، اذن هي الحرب نخوضها دفاعا عن الاستاذ " ، و تولع الدنيا

و موقف تاني تاريخي مش قادر انساه ، كل ما افتكره ما بقاش عارف احدد اضحك ولا ازعل ، بعد فض اعتصام التحرير الاخير الدنيا و لعت علي تويتر ، و طبعا كانوا مستنين اي حد من المدافعين علي الجيش و علي رأسهم  نواره نجم و بلال فضل

 و للاسف دخلت نواره نجم في الوقت الغلط ، و زي ما تكون الناس ما صدقوا شافوا وشها ، زي ما تكون هي اللي ضربت المعتصمين و هاتك شتايم و سب و تخوين و حاجه نيله اخر حاجه ، و رغم اني بختلف مع نواره تقريبا في معظم افكارها انما بحبها جدا ، لاني متأكد انها مخلصة جدا و بتحب البلد دي جدا جدا ، و زعلت جدا من اللي حصل معاها ، عموما ما يزرعه الانسان يحصده ، لان نواره احيانا كتير بتنسي ما يسمي الرأي و الرأي الاخر ، و كتير لسانها بيسبق عقلها

و دخل بعدها بلال فضل و لاقي نفس المصير للاسف ، و رغم انه حاول بإستماته يدافع عن وجهة نظره بطريقه منطقيه محترمه ، الا انه اتشتم و اتخون و اتحمر بتفق معاه  واختلف بطبيعة الحال ، انما برضة بحترمه جدا ، و معنديش شك في وطنيته اكيد زي ما الناس شككت فيه و في شخصه و في وطنيته و في اخلاقه كمان

للاسف لسه قدامنا شويه لحد ما نفهم يعني ايه حوار ، و يعني ايه ثقافة الاختلاف ، عموما خلينا اقول الجمله اللي بنقولها كتير ، و قليل اما بنفكر في معانيها " الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية "



السبت، أبريل 09، 2011

مجلس رئاسي مدني



كنت بتناقش انا و واحد صاحبي عن الظباط اللي اعلنوا انشقاقهم في الفيديو اللي طلعوه ، كنت بحاول اقنعه انه غباء انهم يعملوا كده و اننا مش محتاجينهم عشان نحقق مطالبنا ، و ان انضمامهم لينا هيضر و مش هيفيد ، ده مش موضوعنا ، انما في اخر مناقشتنا كان حديثنا عن ان لو دوول نزلوا بالزي العسكري انا ضدهم ، فقال لي طب لو الجيش ضرب عليهم نار ، انا ضحكت و اتريقت و قلت له انت بتتخيل قصص وهميه ، و ان مش معقول الجيش يفتح عليهم النار من غير ما يشتبكوا معاه ، و كمان ما اعتقدش انه ممكن يعتقلهم من وسط الناس حتي ، الكلام ده كان 5 ابريل

طبعا مكنتش متخيل ان ممكن الجيش يعمل كده ، خصوصا بعد الهجوم في الايام اللي فاتت لكل الانتهاكات الحقوقيه الواضحه للشرطه العسكريه و منها علي سبيل المثال لا الحصر :
  • فض اعتصام ميدان التحرير مرتين بالقوه
  • اعتقال عدد كبير من الناشطين و محاكمتهم عسكريا بتهم باطله
  • انتهاكات الشرطه العسكريه جوا المتحف المصري
  • فض اعتصام الاقباط امام ماسبيرو بالقوه
  • كشف العذريه علي بعض الناشطات و المعتصمات
  • فض اعتصام طلبة كلية اعلام بالقوه
  • اعتقال و محاكمة بعض اصحاب الرأي عسكريا


بأختصار كنت شايف " و الظاهر اني كنت اهبل " انه مستحيل حاجه زي دي تحصل تاني و للاسف حصل امبارح ، الظباط دوول نزلوا امبارح و قرروا يعتصموا ، و ناس قررت تعتصم معاهم عشان تحميهم ، الشرطه العسكريه حاولت تجيبهم من جوا الميدان و الناس طردوهم ، و قبل الفجر الجيش و الامن المركزي و الشرطه العسكريه ، دخلوا الميدان بالقوه و ضربوا نار و قبضوا علي بعضهم ، المحصله النهائيه حسب بيان وزارة الصحه : قتيل و 71 مصاب منهم اصابات بطلقات ناريه

بيان وزارة الصحه كما جاء ببوابة الاهرام

و خرج الجيش ببيان تاريخي الصراحه البيان 34 ، و مؤتمر صحفي تاريخي برضه ، مفهمتش منه حرف واحد بعد ام المونتاج العجيب  خلاصته انها ثورة مضاده و فلول - انا كرهت ام الكلمتين دوول - و ان قائدها ابراهيم كامل ، قائد موقعة الجمل ، الله! انت ياسيدنا فاكر اننا شوية اغبيا ، طول ما انت متأكد ان ابراهيم كامل قائد موقعة الجمل ، ما قبضتش عليه ليه قبل كده و لا انتوا بتدوروا علي كبش فدا " خصوصا ان الخروف الناس مش طايقه امه " ، بلاش تستخفوا بعقولنا

ده غير الكلام العجيب بتاع اعتقال اجانب ، و ان الجيش مضربش رصاص حي ، و ان المعتصمين لازم يطبقوا حظر التجوال ، و ان المعتصمين مش من ثوار 25 يناير ، و طبعا ما اقدرش انسي الساعه 5000 و حته صغنتوته ، مؤتمر ببساطه علي شاكلة مؤتمرات ما قبل 11 فبراير

الخلاصة : احنا زهقنا من ام الهرج و العك ده للمرة المليون بنطالب بمجلس رئاسي مدني يريحنا من بعض ، لا انتوا عارفين تفرقوا بين معارضتنا لقراركم السياسي وبين صفتكم ككيان عسكري و لا حتي احنا عارفين نفرق

مش معني كده اني موافق علي تظاهر العسكريين و اعتصامهم ، انا لسه عند موقفي ، لا لتظاهر العسكريين وسطينا ، ده مش هيفيد اد ما هيضر ، و احنا حتي مش في حاجه ليهم احنا ادها و ادوود ، و الدليل اللي حصل امبارح و ان كان الجيش بيتحمل مسئوليته ، فبرضه ما اقدرش اجنب الظباط دوول من المسئوليه ، بلاش سذاجه سياسيه - ده لو افترضت حسن النيه اصلا - و بلاش غباء ، اللي بيحصل ده كل يوم بيخسرنا ارض ، و بيسقطنا شعبيا ، و بيزيد الفرقه بينا و احنا اصلا مش ناقصيين


الاثنين، أبريل 04، 2011

الاعلان غير الدستوري و الحوار غير الوطني



قبل ما تستغرب من العنوان تعالي نفكر سوا و نحاول نجاوب مع بعض عن اسئله حيرت الناس كلها :
  • هو ليه كان في استفتاء علي 9 مواد و بعدين طلع الاعلان الدستوري ب 63 ماده مكون من ال 9 مواد اللي تم الاستفتاء عليهم و اللي مفترض انها هتنظم المرحله الجايه مع ان الاعلان فيه مواد برضه داخله بشكل اساسي في تنظيم المرحله الجايه و اهمهم مادة ال 50% عمال و فلاحين
  • يعني ايه تاخد رأيي اساسا في الغاء ماده من دستور 71 من ضمن 211 ماده و بعدين تقولي اعلان دستوري من 63 ماده ، انا مش فاهم بصراحه و تفسيري الوحيد ان كان في نيه لأعادة دستور 71 و بعدين تم العدول عن الفكره
  • هو مش غريب اني ادعي لحوار وطني بعد ما عملت لجنه غريبه لتعديل مواد في الدستور و بعد الاستفتاء علي المواد ده و بعد الاعلان الدستوري المخيب للامال ، يعني من الاخر رسمت طريق لكل اللي جاي ، طب هنتكلم في ايه ؟! 
متهيألي اسئله محيره جدا و تخلينا نشك فعلا ان فيه تضارب في القرارات و عدم وضوح ، و ان كنا هنشك في الجزء اللي فات فأحنا فعلا متأكدين اننا كنا علي حق في لائتنا الاخيره في "الاستفتاق" اللي اكتشفنا انه كان عديم الجدوي في الاساس خصوصا بعد الاعلان الدستوري و اللي من وجهة نظري سلبياته كانت لا تحصي ، المهم خلينا نتكلم عن الاعلان الدستوري و الحوار الوطني بشكل عملي بعيدا عن نبرة الرفض لمجرد الرفض عشان نبقي عمليين

الاعلان الدستوري
بما انه اعلان دستوري " يعني مواد دستوريه اوليه مؤقته لحين تأسيس دستور جديد " فكل اللي يهمني فيه المواد اللي هتشكل الفتره الجايه من ( مجلسي الشعب و الشوري - تأسيس دستور - رئيس الجمهوريه ) و طبعا يرتقي لمستواهم قانون الاحزاب 

ده يا ساده كل اللي يهمني من الاعلان الدستوري لانها زي ما قلت المواد و القوانين اللي هتشكل شكل الحياه في مصر المرحله الجايه و المواد ده اغلبها من ال9 مواد اللي تم الاستفتاء عليها فمش هتكلم عليها لان الكلام عليها للاسف كلام في الهوا ، لكن في مواد تانيه هنتكلم عليها ؛ لانها هتأثر بشكل مباشر في كل اللي اتكلمنا عليه 

( مــــــادة 4 )
للمواطنين حق تكوين الجمعيات وإنشاء النقابات والاتحادات والأحزاب وذلك على الوجه المبين في القانون.
ويحظر إنشاء جمعيات يكون نشاطها معاديا لنظام المجتمع أو سريا أو ذا طابع عسكرى .
ولا يجوز مباشرة أى نشاط سياسى أو قيام أحزاب سياسية على أساس دينى أو بناء على التفرقة بسبب الجنس أو الأصل .

و بالنسبه لقانون الاحزاب في نقط كتير في القانون بديهيه زي الاسم  و ابتعاده عن اي شبهات عسكريه و عدم تعارضه مع الدستور و زعزعة النسيج الوطني و شبهات التمويل الخارجي و خلافه و دي امور بديهيه معتقدش حد يختلف عليها

الاختلاف كان علي ان في لجنه لاقرار مشروعية الحزب و انا مش شايف اي مشكله خالص لان طالما في بنود بتنظم قيام الاحزاب فطبيعي ان يكون في جهه رقابيه تراقب الاحزاب في النواحي ده و الضمان الحقيقي اللجنه نفسها كلها هيئات قضائيه محترمه و اختصاصاتها محدده ، مش زي زمان كان وزير الداخليه و رئيس مجلس الشوري " صفوت الشريف " و قضاه يعينهم الرئيس " رئيس الحزب الحاكم " مع سلطات تعنتيه بتتدخل في اهداف و مبادئ الحزب

كمان القانون اخيرا هيبعدنا عن ما كان يسمي الاحزاب الكرتونيه ع الاقل مبدئيا و معتقدش ان اي حزب محترم بيطمح في التواجد الفعال ممكن يعترض علي ال 5000 عضو او انتشاره في المحافظات ؛ لانه هيجهز نفسه كويس و بعدين يعلن عن الحزب بشكل رسمي ، مع الاخذ في الاعتبار طبعا انه ممكن يعلن بشكل غير رسمي بكل الطرق المتاحه

اما بالنسبه لعدم قيام الحزب في مبادئه علي او برامجه علي اساس ديني او جغرافي و عدم التمييز العنصري في اختيار اعضائه فده اعتقد ضمان لعدم تفتيت المجتمع بأي شكل ؛ لان حزب سياسي معناه انه برنامج سياسي من اجل مصر ، كل مصر مش حد بعينه و طبعا مفيش مانع من المرجعيه الدينيه شرط ان المرجعيه ده ما تأثرش علي نشاط الحزب و برامجه او تميز بين المصريين ، بس هل الكلام ده هيتنفذ فعلا ؟!!


( مـــــادة 32 )
يُشكل مجلس الشعب من عدد من الأعضاء يحدده القانون على ألا يقل عن ثلاثمائة وخمسين عضوا، 
نصفهم على الأقل من العمال والفلاحين ، ويكون إنتخابهم عن طريق الانتخاب المباشر السرى العام .
ويبين القانون تعريف العامل والفلاح، ويحدد الدوائر الانتخابية التى تقسم إليها الدولة .
ويجوز لرئيس الجمهورية أن يعين فى مجلس الشعب عدداً من الأعضاء لا يزيد على عشرة .

الماده اللي قلبت الدنيا ما بين مؤيد و معارض ، و ان كنت اعتقد ان كتير من المؤيدين و المعارضين بيتناقشوا في النسبة بتاعة العمال و الفلاحين و اسف ان اقول بسذاجه غريبه جدا ، خصوصا المؤيدين ؛ ببساطه اختزلوا كل المناقشات و الاسباب في حاجه واحده بس " انتوا ليه ضد الفلاحين و العمال " اكيد لاء ( انا شيوعي ياعم وضد المادة دي ) ايه الكلام الغريب ده يا سيدنا العمال و الفلاحين علي عنينا من فوق بس الموضوع مش كده خالص

عشان نفهم حكاية نسبة ال 50% عمال و فلاحين لازم نفهم ان الماده كان ليها وجاهة منظقيه وقت ما اتحطت ، علي اعتبار ان الحياه في مصر كانت متجة نحو الاشتراكيه ( اشتراكية ناصر المهلبية ) بكل ما تحمله الكلمه في كافة النواحي ، اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا ، و بالمناسبه الدوله فشلت فشل ذريع في تطبيق السياسه دي و بقت النسبه ده مجرد بند ورقي لا ينفذ اساسا و النظام القديم كان بيتحايل عليه بكافة الطرق ، بأختصار وسيلة من ناصر لكسب الشعب بعد ما خسر كل الكتاب والمثقفين بقمعة ، والغريب ان ناصر نجح والدليل انه الديكتاتور الوحيد اللي الشعب بيحلف بحياتة حيا وميتا

ابسط حاجه ممكن اقولها عن النسبة دي دلوقت انها كوتة النص غير المفعله ، لان مفيش سبب منطقي لتطبيقها اصلا غير انها كوته و ان العمال و الفلاحين بيمثلوا جزء كبير من المجتمع ، و بالمناسبه انا مش ضد الكوته لو بحساب لضمان مشاركة فصيل معين او قطاع في المجتمع بشروط ، ان الكوته تبقي بنسبه صغيره مش النص ، و ان الكوته تبقي مفعله مش مجرد ستار للتحايل عليه ، و انها تبقي بشكل مؤقت ، لكن كوته دايمه غير مفعله بنسبة النص ده تهريج

اخيرا النسبة دي لا تمت للعدل بصله ، لو العمال و الفلاحين 50 % فالمرأه اكتر من النص و الاقباط 15 % و .. و .. و .. قابل بقي يا عم و وفك اللوغريتمات اللي انت عملتها ، الحل بسيط : اللي شايف نفسه كفء لخدمة المصريين يطرح نفسه للناس و الناس اللي تقرر

في مواد تانيه كتير مثيره للجدل منها مجلس الشوري و تعيين الرئيس القادم لاعضاء في مجلس الشعب و الشوري و مدة الدوره البرلمانيه في مجلسي الشعب و الشوري و اختصاصاتهم وطبعا صلاحيات المجلس العسكري وما الي ذلك بس للاسف التعديلات الدستوريه الاخيره شبه قفلت الباب في وش اي حوار او مناقشات في الموضوع ده

الحوار الوطني
لما اتكلم بالجديه ده عن مجلس الشعب و الاحزاب فده طبيعي لانها الهيئه اللي هتأسس دستور جديد لمصر ، مفترض انه يليق بيها و يشكل شكل الحياه فيها في المستقبل و كان اولي بينا زي ما قلنا اننا نبدأ الحوار الوطني قبل كل الاحداث ده مش بعد ، بس برضه لسه في مجالات للحوار الوطني منها

  • لسه في جدل كبير في اوجه عده زي الانتخابات الجايه فرديه و لا قايمه نسبيه
  • يا تري هل سيتم اعادة انتخاب مجلسي الشعب و الشوري بعد تأسيس دستور جديد و لا لاء
  • مناقشة مشاريع القوانين المقترحه قبل اصدارها او اعادة النظر فيها زي مثلا قانون التجمهر
  • الاعلام و الصحف في المرحلة الجايه من ناحية استقلالهم و تنظيم الشكل الوظيفي فيهم 
  • الخطاب الديني في مصر و سبل مواجهة الفاتنه الطائفيه اللي عاملين نفسنا مش شايفنها
  • الاميه الفكريه و اللي بتتجلي في الانتخابات بصوره بشعه و محاولة الحد منها

و قضايا تانيه كتير شرط انها تأثر بشكل واضح في المرحلة الانتقاليه دي و علي كل حال انا رأيي اننا نحاول نستفيد من الحوار ده علي قد ما نقدر ، رغم كل سلبياته و تأخره جدا ، ده ما يمنعش اننا نأكد الرفض التام لو هيكون الحوار الوطني مجرد تمثيليه نخرج منها بشوية صور للذكري وانا اعتقد ان ده اللي هيحصل