الصفحات

السبت، مايو 14، 2011

إمبابة! صفحة أخري من جهنم


أحداث حزينة أخري نقضيها هذه الأيام نحن المصريون ، أهو قدرنا ؟!
لماذا يموت أكثر من 12 مصري دون ذنب إرتكبوه ؟!
لا أعرف ماذا أكتب ؛ فالحزن يغمرني كليا ، نعم يغمرني ، ليست كلمة عابرة و لكنها حالة متأصلة بأعماقي لا أعرف كيف أقتصها ، مزيج من الحزن و الغضب.

كي نعرف ماذا حدث ، فيجب ان نعرف ما سبق هذة الأحداث ، فيومها ظهرت كاميليا شحاتة - التي طالما صدعنا بها البعض - في قناة الحياة لتعلن انها مسيحية و لم تسلم و أنها ليست مخطوفة


وهو ما أشعل الغيظ في قلوب محركي القضية المزعومة ، و أخزاهم في نظري ؛ فهذا الظهور هدم كل الإدعائات و الإتهامات علي الأقل أمام الرأي العام فأظهرهم في صورة مثيري الفتن دون حجج واضحة ، و بدورهم خرجوا بتصريحات نارية علي صفحات الجرائد ملخصها إن ظهورها في تلك الفضائية المسيئة للإسلام هو بمثابة حرب تشنها الكنيسة علي الإسلام

و قد جاء الرد سريعا و في نفس اليوم ، و الذي تمثل في دعوات علي البالتوك من أشخاص غير معروفين الهوية - علي الأقل بالنسبة لي - تدعو إلي الذهاب إلي كنيسة مارمينا بإمبابة بحجة تخليص أخت أسلمت تسمي عبير محتجزة في الكنيسة


ومن الملاحظ أن الداعي ( عضو مؤسس في إتلاف دعم المسلمين الجدد ) لم يعطي أي تفاصيل للقطيع بل و نهرهم عندما سألوة عن التفاصيل و أستغرب سؤالهم عنها فلا حاجة في نظرة ، و أستغرب أيضا حينما سألة أحدهم إن كان قد تقدم ببلاغ أو لا ، نهرة بشدة و شبة إتهمة بالتقصير و أستغرب سؤالة

وأيضا خرجت أول دعوة علي تويتر قبل الأحداث بساعات !!


والسؤال هنا : أما لهؤلاء عقل يفكرون بة ؟! لماذا يصدقون إشاعات لا صحة لها علي الإطلاق ؟! فهاهو شيخ السلفية في إمبابة نفسة ينفي وجود فتاة مسلمة مختطفة في الكنيسة و هو سؤال يأخذنا إلي سؤال أخر : من هؤلاء وماذا يريدون ؟! وهل صحيح ما يتردد عن دور المخابرات السعودية الداعمة للمد الوهابي بمصر ؟! لا أعلم و إن كنت أميل إلي ذلك

قد يسأل البعض و ما الضرر في تجمع أناس أمام الكنيسة بشكل سلمي ، أعذرني إن قلت لك أن ذلك هو السذاجة علي قدمين ، و لتجبني! هل كان يتوقعون أن يتركهم المسيحيون يفتشون كنيستهم و أين ، في إمبابة ؟! و أنت تعلم و أنا كذلك ماذا نعني بإمبابة ، ومتي ؟! بعد كل تلك الأحداث الماضية من حرق كنائس و قتل أقباط و ترويعهم و تهجيرهم في الشهور الأخيرة وإن كنت لا تعلم فإليك عرض سريع

ومن الملاحظ في كل الأحداث السابقة أنها مرت جميعا دون تقديم أحد للمحاكمة ، و غالبا أما إنتهت بجلسات الصلح العرفية أو إنها أهملت تماما دون النظر إلي أصوات الأقباط المطالبة بالعدل و الأقتصاص من الجناة ، و يلاحظ أيضا أهمال أغلبها إعلاميا أو تنصيف الحقائق فيها أو الإشارة إليها بخبر قصير لا يحوي أي تفاصيل ، وأيضا تلاحظ تكذيب القوات المسلحة لبعضها في بيانتة و هي مؤكدة

إذاً ففكرة التجمهر أمام كنيسة لتفتيشها و أخراج الأخت المختطفة - علي حد زعمهم - هي فكرة ساذجة في عقل القطيع الهش و إرهابية في عقل المحرض دون أدني شك ، خصوصاً أن لا أساس لصحتها كما ذكرت في السطور السابقة

الفكرة كلها في حد ذاتها غبية - أقصد فكرة التظاهر أمام دار عبادة - فما بالك بمحاولة أقتحامها و تفتيشها ، وما جعل هؤلاء يتمادوا بالتأكيد هو رعونة المجلس العسكري في مواجهة ما حدث منذ أسبوع حين حاصر مجموعة كبيرة من المتشددين الكاتدرائية المرقصية بالعباسية موجهين السباب للبابا شنودة بطريرك الأقباط و الصلاة أمامها ، فروعوا المصلين وكل من سمع الخبر من الأقباط فيما بعد ، ناهيك عن تداول الشائعات بمحاولة أغتيال البابا شنودة

أنة أمن بلد أيها السادة و ليس أمن كنيسة ، أمن بلد قد يشتعل نتيجة مثل هذة الأفعال ، فلما الرعونة في مواجهة هؤلاء ؟! و هل للموضوع بعد سياسي مخابراتي يريد المجلس العسكري تحقيقة بالسماح لتلك الأفعال غير المسئولة ؟!

نعود إلي ما حدث في إمبابة ، فبمجرد حصار الكنيسة ، تصور الأقباط هناك أن مأساة كنيسة أطفيح ستتكرر ، و بدأت الأشتباكات المسلحة والتي أسفرت عن مقتل 12 شخصا و إصابة 238 من المسلمين و الأقباط

و أجد هنا من سيحدثني عن أطلاق النار من فوق سطح الكنيسة ، و هو ما تضاربت فية الأقوال فهناك من يقول أن أطلاق النار أتي من أحد البنايات المجاورة للكنيسة و أخرون يؤكدون انة أتي من فوق سطح الكنيسة ، ولكن وزير الداخلية أكد أن الكنيسة خالية من الأسلحة وأن أطلاق النار أتي من سطح أحد البنايات المجاورة و التي كانت أول من أطلق النار

لا تسألني هنا هل نلوم الأقباط علي البدء بإطلاق النار أولاً بل إسأل نفسك ماذا لو تبدل المشهد و كان المحاصر مسجد - وذلك بعد كل الأحداث السابقة من حرق و هدم و قتل - ماذا سيكون رد فعلك ؟! ألن تدافع عن المسجد ؟! ولا تنسي غياب دولة القانون فلا أحد سيسأل فيك عندما تشتكي كما حدث من قبل

ولاحظ هنا أن القوات المسلحة لم تتداخل إلا بعد الأشتباكات المسلحة رغم علمهم مسبقا بطبيعة الحادث من البداية ، كذلك الداخلية ، وحتي بعدما تدخلوا لم يستطيعوا منع الأحداث فأصيب من أصيب و قتل من قتل ، و حرقت بعض ممتلكات الأقباط و منهم قهوة أحد البادئين بأطلاق النار كما جاء في رواية الكثيرين

و تحول بعد ذلك هذا الحشد إالي كنيسة السيدة العذراء بشارع الوحدة ، و التي أحرقت تماما



ولكي تعرف لماذا أحترقت هذة الكنيسة ، فشاهد هذا الفيديو













لاحظ نبرة التصعيد و التهويل و الكذب في نقل الأحداث في البداية ، ثم الأعتذار عن عدم صحة بعض الأنباء و اللجوء إلي التهدئة عند إشتعال الموقف ، هذة مجرد صورة مبسطة لما يحدث من إشعال نار الفتن دون النظر إلي ما قد تفعلة هذه الفتن في هذا الوطن


نعم حاول البعض منذ البداية من المسلمين و الأقباط السيطرة علي هذة الأحداث و لكن كالعادة الطائفية تنتصر في النهاية ، هتفوا معا " مسلم مسيحي أيد واحدة " ولكن لا حياة لمن تنادي ، فمن تحكم العنصرية و الطائفية قبضتها علي أفكارة قلما يستمع إالي نداء العقل و قلما ينصر مصلحة الوطن علي التعصب الأعمي

والسؤال هنا : لماذا هذة الرعونة من المجلس العسكري و الداخلية ؟! هل يعتقدون أن ال 190 المفبوض عليهم هم حقيقة الجناة الأصليين لهذة المأساة ، و أين المحرضين علي هذه الجرائم و كلنا نعرفهم ، أليس التهديد بأقتحام الأديرة هو تحريض و تجاوز يجب التصدي لة و مواجهتة بيد من حديد ، ألم تسمعوا الشيخ الزغبي و هو يهدد بأقتحام الأديرة


و من يدعي أن هناك أسلحة في الكنائس و الأديرة ، ألا يجب أن يقدم دليل للنيابة حتي تبدء بهذا التفتيش ، أم أن دور العبادة تقتحم و تفتش نتيجة أدعاءات لا أساس لها من الصحة و مجرد أقوال من هذا أو من ذاك ، وللأسف فإن الأسماء لها وزنها في العالم الإسلامي

الحادث جلل أيها السادة هذة المرة ، فالأحتقان وصل مداة بين الأقباط و المسلمين ، و إن لم ننتبة فستحترق تلك البلاد عن بكرة أبيها ، و ستجرنا إلي حرب أهلية لا محالة ، هذا الحادث وصل صداه من أقصي البلاد إلي أقاصيها في كل شارع و حي و مدينة ، فأنتبهوا و أفيقوا ، ليست هذة المرة ككل مرة ، فتحركوا رجاءاً تناسوا الكره الذي سيطر علي الجميع و أرفعوا هذا الوطن فوق نزعاتكم الطائفية

* ملحوظة : تم نشر هذا الموضوع مرتين ، وحذف في المرتين أحدهما بسبب إنقطاع الأنترنت لدي نتيجة قطع الهاتف الأرضي عند النشر ، و المرة الثانية بسبب مشاكل تقنية في موقع بلوج سبوت المرفوع علية المدونة ، علما بأنة قد تم كتابة الموضوع في يوم الأثنين الموافق 9 مايو فيما بين الساعة 6 صباحا و 11 صباحا

* تحديث : أرتفع عدد الضحايا إلي 15 قتيلا من المصريين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق